مخاوف وكالة الطاقة من تأثير الديون القياسية على الطلب العالمي للنفط

أبدت وكالة الطاقة الدولية قلقها البالغ بشأن التداعيات المحتملة لمستويات الديون العالمية غير المسبوقة على استهلاك النفط. واستندت الوكالة في هذا التحذير إلى معلومات صادرة عن صندوق النقد الدولي في الأسبوع الفائت، والتي كشفت أن حجم الديون المتراكمة على مستوى العالم قد بلغ رقماً قياسياً يقدّر بنحو 152 تريليون دولار أمريكي، مما يلقي بظلال كثيفة على مستقبل الطلب على الطاقة.

وفي تقريرها الصادر أمس، أفادت وكالة الطاقة بتوقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بمعدل يناهز 1.2 مليون برميل يومياً خلال عام 2017. ويمثل هذا الرقم استقراراً نسبياً مقارنة بعام 2016، ولكنه يشير في الوقت ذاته إلى تراجع ملحوظ عن الذروة التي بلغها الطلب في عام 2015، حين سجل نمواً قياسياً وصل إلى 1.79 مليون برميل يومياً. هذا التباطؤ النسبي يعكس تأثيرات أعباء الديون المتزايدة على الاقتصادات المختلفة.

تجدر الإشارة إلى أن فترة انخفاض أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة قد حفزت الحكومات والشركات والأفراد على حد سواء على الاقتراض بكثافة، مما أدى إلى تضخم حجم الديون العالمية. ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، فإن هذه الديون تمثل ما يعادل 225% من مجمل النشاط الاقتصادي العالمي، وهو مستوى يثير مخاوف جدية بشأن الاستقرار المالي والاقتصادي على المدى الطويل. هذه الديون الهائلة قد تعيق النمو الاقتصادي وتقلل من القدرة الشرائية، مما يؤثر سلباً على الطلب على النفط وبقية مصادر الطاقة.